الخميس

العدسه

الدنيا مشاهد بتدور على عدسه كاميرا..و انتا الواقف ورا عين العدسه

و العدسه ساعه تزوم على وش بيضحك..على قطه بتلعب مع نمله و تزووم عالفار اللى مخبي الخوف فى ضلوعه و قاعد يتفرج على مشهد هربان منه و بيحاول ينجى..

و ساعه تنقل كادر دموع على لحن كمانجه...و ساعه على طبل و زغاريط افراح تجمعنا..

و انتا ان واقف ورا ضهر الكامير..تختار ايتها مشاهد ف الكون تصنعها؟

هتشوف المعنى و لا هتحكم بالوش..و لا هتطلب 'تقفل' عدسه و تديها وش..تقفل محبس قلبك ع النور اللي بيتسرب...و يبيعلك اوهام بتقولك ان الدنيا متاعها متاح..و لحظه ما تقرب منه يِكسر نفسك و كأنها طبق الصينى بتاع ام امك اللى وقع من ايدها و هى بتفرشلك لقمه..

..بيبعلك اوهام..و يقولك ان الواقع هو الوهم اللى بتختاره..و ان الواقع وهمٌ واقع و ان الحب مش سهل انك تختاره ف ظرف الواقع..

و الالوان فى مشاهدك ايه؟

لون املك ام حلمك ام حزنك ام تكتيفتك و لا الحب اللي بتسلاه و لا الحب اللى بتتمناه....و لا الجرح اللي بيتلم و لا شبابك و لا طفولتك ام شيخوختك...

و اي مشاهد راح تختار تتقص ف مرحله المونتاج؟

و اى مشاهد هتبيعها ضحيه لظروف قهريه؟

ايه هتقص و ايه م المعني هتجتاز بعدستك؟

مين ف الدنيا قادر تستامن على نفسك؟

مين تقدر تسند ضهرك على ضهره..و انتا مغمض و كانك طفل رضيع ..سايب نفسك؟

طب هاتلى اتنين عرفوك من نفس الزاويه؟

طب جرب تعمل فوكس على اى عيون بتقولك انا حبيتك..هتلاقي فى اخر النظره..واحد واقف قلقان..مش متاكد.. حبك..كرهك..و لا هيفضل طول العمر يحبك...و انتا ان ضامن عمرك..يبقي اضمن حُبك؟

و هل قررت درجه قرب العدسه من الكادر؟

و هل دبرت..هتتفادي ازاى مشاهد وحشيه من بيع و خيانه و غيبه و فقر ينام وسط زريبه و جهل بينهش ف كتاف أُمه و اقنعه دابت م الكدب ووش بيلعب على وشين لما هيجي يفاجئك..

و لا هتختار انك ترحم نفسك..و تشوف الدنيا كحبات سكر بتنقط م الحنفيه جوا عيون طفله شقيه قاعده ساعه العصريه على عتبه دكان سيدهم للعسليه......ولا ك عصفوره بتحضن فرع الرضا عالشجره....او قطه بتجرى ورا ديلها الشابك فى خيط البكره....او طفل بيطبع ذكرى فى عمره علي شط البحر بكف ايديه الغارس ف الرمله

و الامر ميخلاش من انه هيطلب..و الدنيا هتطلب منك انك تنقل على كادر جديد...

طب دقق.....

على باب البيت حارس امن بنضاره..بيحمي نفسه بجرنال من وقع المطره من تكييفات عطلانه.. مابتتصلحش زى الحاله العامه..

و اتنين تحت شعار الحب..واقفين عالنيل..و بيقززوا فى وعود سهله بتتقال من فتنه متعه بتفرضها الحاجه لحاله حب و بتتحط ف قهر قيود من صنع نفوسنا..

عسكري فى اشاره باربع اشارات و الزمامير من كل الاتجاهات من كتر الغُلب..رفع العدسه تلاتين درجه لفوق..طال السما بعينيه..و زعق فيها بعزم ما فيه...يااارب..لون الزحمه تحول أخضر...عدي الراجل ف العربيه و قاله حاسب يا بنى لتكون واقف تدعي على بلدنا...

ست بطرحه و ملامح وشها مرسومه بمجرى ايام الشمس اللى انباست بدموعها اما فاتتها..قاعده على الارض تتنفس ويا الاسفلت هوا لونه رمادي...عادم..بيسم بدنها..و بتسند على الهوا جنبيها بعد ما فاتها اللى أنيها و بتبيع القمح اللى عاشتله فى رغيف العيش اللى لاممنا..

من جنبها عدي الراجل...راجل ماشي بعكاز بيقول انا ابن زواد..و بيريه شتوي من الصوف على راسه واقف بيقول انا جيتله هديه من ابنه اللى ف امريكا..و فى ايد الراجل تلقي النضاره و اصحابها الجرنال و كتاب متجهين وياه على قهوه عم سيموندس يشربوا قهوه بنكهه و يدخنوا ف سيجار م الكوبا ف طوبه..

جنب عماره ستو فى شارع شامبليون فران من صنف قديم..غاوى يخبز كحك بعجوه و قراقيش.....قراقيش ستو المعتبره على كنبه عاليه جنب الشباك..مع فنجان شاي شارب م الشمس ف لونه..و بيحكي لنانا على حواديت كانت بتنيمنا..

قرآن داير ف الخلفيه...على صوت مكن الخيط و الترزيه..قاعدين بالتفصيل يرسموا حكايات..على فستان عبله و عنايات و علي بدله خالد فهمي و على طرحه ستو خديجه و على طقم جميل لمراد ماما و بابا جابهوله بعد ما فرحهم بنتيجه و طابور م الناس مستني الرفه لجراحه و ده مستني قلب بسوسته كله ف ترزى الحاج فؤاد فى ميدان الجامع قبل بتاع الحلويات....

على اول حاره فرحات..قدام بركات الازهر..قط و قطه لقوا لقمه عيش و حته لحمه..هجموا عليهم هما الاتنين..و القطه قالت "ناااوو" بنعومه.. أعقبها بريق ف العينين..و لسببا ما..طلع القط لطيف وياها و عمل جنتل مان!

الوحده..قاعده عالترابيزه ف جروبي و لمالها م الاصحاب عده...هات كده فوكس على عينها و هى بتضحك...هتلاقي بنت وحيده فى اخر الضحكه قاعده ايديها مخدات لدموعها..من كتر الخوف م الوحده....امال فاكر ليه الوحده غاويه تخش على الاحساس و تصاحب ياما ف قلوب الناس....من كتر حاجتها للناس...و من كتر ايمانها بقدرها...اللى كتبها اسم على مسمي....رزق الدنيا اللى بتحيالها....وحده..

و ان دققت كمان..........هتلاقي....الشجر واقف يصلي باستقامه!....فى صلاح سالم واقف سالم...خلى صديقي يقولى مهما الايام سوده علينا و بتجور فيه حاجه فى ورق الشجره بتقولى ان بلدنا لسه فيها البركه.

و ف اخر اليوم ....ثبت على مشهد ليل - داخلي....فى حضن سريرك.. تحت غطاك..و افرد ضهرك..و ارمي اليوم ورا ضهرك..و حاسب نفسك عاليوم بضميرك...وان نام قبليك يبقي مشاهدك غسلت ذنبك...و الليل ساجد بيصلي لقمرك...

اشكر ربك...غمض عينك...و احرس بيها راحتك...

و اعرف ان الدنيا مشاهد..مش شرط أهمها تبقي انتا بطلها..و لا شرط ان انتا تعيشها..طالما ف عقلك كاميرا دايره بتسجلك.ا