الأربعاء

حدوتة نور

كان ياما كان..يا سعد يا اكرام..حدوته م الزمن اللولى..عن راجل كبير فى المقام..بيقوم الصبح بدرى بعد ما ينام.. ينوى ع اليوم بغنوه.. و يربط عدته و الشنطه..يبتدى رحلته قبل م الرجل تدب..و الاحساس يتوه بين الزحام و الأنام.

عم حمزه صاحب الشنطه كان يسافر م المشاوير ألف و ميه..و طول النهار يوزع حب و حنيه..و كل ما يلاقى وش مكشر.. يبتسم.. يمكن من ابتسامته يمسح تكشيرة الناس المعديه....

كان عم حمزه يخبط على كل باب و يقول:..

"يا أصحاب الأحاسيس العالية...
يا أصحاب البدر فى يوم عيده....
أنا جايلكم بالنية الصافية...
أنا شايل جوايا قصايد..
و فى قلب الشنطة ياما جايب..
من بلد اتفاتت بحبايب..
كان جوا قلوبهم أسرار..
كان جوا عيونهم حواديت..
وأنا شايل فى الشنطه و جايب"

و قبل ما يكمل عم حمزه كلامه لقى بنت صغيره واقفه بضفيرتين و عينيها مدوره..و كل ما عم حمزه يقرب تبرق...و جوا عينيها دهشة بترقص...شافها عم حمزه مسكت فى ديل جلابيته..و فضلت تشد فيه...

"نعم يا بنتى..."

"أنا عايزه م اللى معاك فى الشنطة..."

"بس يا بنتي...."

"و النبى..و النبي يا عم.....هو انتا اسمك عم ايه؟"

"أنا عم حمزه يا بنتى.."

"طيب يا عم حمزه..ادينى م اللى معاك فى الشنطه..."

"بس يا بنتى ده مش ليكى...انتى عندك منه كتير...."

لمعت الدهشه جوا عينيها من تانى و شبت على أطراف الصوابع..يمكن توصل بطرف عينيها..لقلب الشنطه الجوانى...و أما غُلبت سألت..و اللى بيسأل ما يتوهش...

"هو ايه يا عم حمزه اللى أنا عندى منه كتير...؟"

ضحك عم حمزه و قال:...

"بصى يا بنتى...
أنا جاى من بلد المعنى..
و بأمشي على صوت المغنى..
موالى مش مالى و جاهى..
موالى من ذكر اللهِ

أنا جاى من بلد الفطره..
و بضاعتى شَحه من السوق..
ولا بتجيبلى فلوس و لاصحة..
أنا بامشي على صوت الذكرى

أنا شايل فى الشنطه شفاء....
لقلوب حيرانة و بتعانى..
لعيون سهرانة ما بتنامشي..
لضمير غير حق الحق مايعرفشي..
لانسان قلبه بيت ربانى..
من غير بهرجه و لا اعلان..
لحنين غالى و من غُلبه..
القسوة بتجَرَح عيشته..
لاشواق قايمة و نايمة شرقانه..
متفاته لاجل قلوب تانيه..
و قلوب ياما ما بتتراضى..
لأحزان من غير زغروطة..
تشرحها فى ليلة لأفراح..
لاحساس صادق عُمره اتخان..
ولحب انداس بالاقدام..
لصديق خانه صديق له مقام..
قسم العيش و الملح معاه..
لحبيب وعده حبيبه و فاته..
جرحه بعزم ما فيه و لا همه مماته..
لبنى آدميين هما أحسن ناس
م الوحدة نسيوهم ناس

أنا جاى من بلد المعنى
و بأمشي على صوت المغنى..
أنا شايل جوايا قصايد..
أنا شايل ويايا احساس..
عالفطره غالى و متربي..
و بلدكم من غير احساس..
و حسيسها مابيسمعناش..

.........................شوفتى يا بنتى"

"شوفت يا عم حمزه"

و ساعتها هَم عم حمزه من مكانه و قام يستعد لبقية رحلته...بص لقى البنت الصغيره بتحاول تتسحب بايديها النونو و تدور على بيت لايديها جوا كف ايديه...و قالت....

"آجى معاك يا عم حمزه..؟"

"انتى فين أهلك يا بنتى؟"

"أنا تايهه من سنين..
و عايشه و سط الطين..
لا أهل ليا و لا حنين..
شايفاك راجل كبير..
و بتبيع م اللى أنا عندى منه كتير..
خدنى ينوبك ثواب..
أكون لك ونس...فى الطريق"

مسك عم حمزه ايديها و ضحك لها..فرحت البنت الصغيرة وفرح بَهَا...وبدأوا يمشوا الرحلة سوا..و فى أول خطوة.....وقف و قال..

"بس استني يا بنتى شويه..
خدتينى على دوكه..
و أنا ماشي على مهلى..
قبل ما أدب معاكى الخطوة..
أعرف منك اسمك قبلا.."

"اسمي يا عم حمزه....
من غيره لا بيع و لا شري يمشي معاك
مهما مليت ف الشنطه احساس
وقت الخير تلاقينى فى قلبك
وقت الضلمه بازيح العتمه..
وقت الفرح بآييد الشمعه..
وقت ما تيأس باكون لك أملك..
وقت الوحدة بأونس روح...
وقت الأزمة أنا اللى بازيحها...
أنا فى طريقك دايما ضلك...
يبعتلك ربك منى كتير
و بسِري خطاك بتجدد أملك"

استعجب عم حمزه من كلامها و قال..

"اسمك ايييه يا بنتى..؟.."

"أنا نور يا عم حمزه....نوووووررر

الثلاثاء

حضن دافي

فى رحمة الأحضان الدافية
بأبدأ بلون قلوب رايقة
و أقول الاسم مالأول
و أسمي بالنية الصافية
و فى أول سطر م القصه
حدوتة من زمن فضة
و الشمس تغزل فى نور واصل
من قلبى للسما السابعة
لملايكه قاعده تضحكلى
بتفاؤل و حنية
و تغنى ليا أغنية
افرد فيها جناحاتى
بشجاعة و حرية
و أخلى الحب عنوانى
وأنشر عالزهور بهجة

لحظة مرور

يادوب بأضرب بعينى..لقيت باب المدرسة مفتوح...و حارسه عم فتوح...

و الحوش مليان ذكريات بتجرى..و تلعب ويا قلبي..و الفصل صوته حدوتة طفولتى..أم القلم الرصاص المبرى..لاجل ما يخطى بدقه على مسطرتي..و الحبر اللى ملا كراستى..و السن المحشور فى برايتي..و الشرايط اللى باربط بيها ضفايرى...

كان نفسي اطلع أجرى..و اسيب حياتى راكبه العربية لوحدها..وواقفة مزنوقة فى اشارة مرور..و أنا ألعب مع الذكريات..اللى فضلت عايشه جوا حوش المدرسه.........أكيد الذكريات حزينه.....على الناس اللى خرجوا من مشاهدها..و الناس اللى راحوا و فاتوها..و غزل البنات و تلصيقه و الفيشار و زقططته و الكتاكيت الملونة الشقيه و الدوم و السينالكو و العسليه...

حوش المدرسه الوفيه....اللى لسه شايلالى رسمي عالحيطان...و حطه صورتى مع فصل 5ب و 3د..كان نفسي ألعب مع صوت النشيد..و ريحة خشب الدكك و الطباشير..و صوت الاذاعة المدرسيه..و امتحانات اللغة العربيه...و شال الأستاذة وفيه و ضحكة صاحبتى صفيه
و حنان دادا حوريه...و كراستى أم نجمة ذهبيه..........و أيام الفانتازيا و اللامسئوليه....بس لقتنى راكبة العربيه......فى لحظة مرور...مصرنا الحاليه.